تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
محطة التخطيط التجاري للابتكار
02 سبتمبر 2021 / 14 ربيع الاول 1442

بعد تكوين الفكرة النظرية لمشروعك الابتكاري، يأتي دور التخطيط التجاري للانتقال من مرحلة الفكرة النظرية إلى التطبيق التجاري للمنتج أو الخدمة وطرحها في السوق، وتحديد الخطوات التجارية اللازمة والأهداف التجارية التي تود أن تصل إليها في فترة زمنية محددة، وهنا يأتي دور محطة التخطيط التجاري للابتكار في توضيح الخطوات التي تحتاجها للتحول إلى مشروع تجاري متكامل.

يشتمل التخطيط التجاري على عوامل مختلفة، منها تحديد الأهداف من المنتج أو الخدمة، بما في ذلك تحديد الجمهور المستهدف، وتحليل المنافسين، ودراسة الجدوى (Feasibility Study)، وإعداد نموذج العمل (Business Model)، وصولاً إلى وضع خطة عمل شاملة.

أدناه أبرز الخطوات التي تحتاجها للبدء في التخطيط التجاري لمشروعك الابتكاري:

دراسة الجدوى الاقتصادية:  تُعتبر دراسة الجدوى من أولى الخطوات في عملية التخطيط التجاري، حيث يجب أن تضع في الاعتبار العوامل الاقتصادية والتقنية والقانونية، من أجل التمييز بين إيجابيات وسلبيات تنفيذ مشروعك.

تساعدك دراسة الجدوى في تحديد نوع خطة العمل، وكيفية تنفيذها، وتوقّع نسبة العائد، وتبيان الموارد البشرية والتمويلية والتقنية اللازمة لإنجاح مشروعك، وتساعدك دراسة الجدوى كذلك في تكوين فكرة عن العقبات المحتملة والتعرف على حجم التمويل المطلوب والخطة التي يجب أن تتّبعها من أجل إقناع المستثمرين أو البنوك لتمويل مشروعك التجاري.

نموذج العمل:  هو الذي يحدّد الأسلوب والأنشطة والقيمة المضافة المقترحة لمشروعك الابتكاري التجاري، وتكمن أهمية نموذج العمل في تحديد المنتج أو الخدمة التي تريد تقديمها، وطريقة بيعها، وتحديد سعرها، واحتساب تكاليفها، وكيفية تحقيق الربح منها، ويتضمّن نموذج العمل كذلك تبيان العلاقة مع العملاء والمنافسين في السوق، وتحديد الموارد الأساسية ونسبة التكاليف والنفقات والأرباح التي سيحققها المشروع.

دراسة السوق: بعد تحديد المنتج أو الخدمة التي تريد تقديمها، يجب أن تعمل على اختيار سوق مستهدف واضح لها، على أن يكون في منطقة جغرافية محددة، سواءً كانت مدينة أم منطقة تضمّ عدّة بلدان تشترك بصفات تجارية متشابهة، ومن المهم أن تجري دراسة شاملة للسوق تشمل أبرز التوجّهات التجارية والمالية والاقتصادية للموقع الجغرافي الذي ستطلق فيه مشروعك التجاري.

الجمهور المستهدف: لكي تتمكّن من بيع منتجك أو خدمتك، يجب أن تكون هناك حاجة إليها من قبل أشخاص محدّدين، أو حل لمشكلة ما تواجههم، وهذا يعني أنّه ينبغي لك أن تحدّد الجمهور الذي تريد استهدافه وفقًا لشرائح معينة مثل الفئة العمرية والحالة الاجتماعية ومستوى الدخل والمكان الجغرافي ومستوى التعليم، وتحدّد احتياجاتهم التي يلبّيها منتجك أو خدمتك، ومن ثمّ العمل على مواءمة المنتج أو الخدمة وفقاً لاحتياجات هذا الجمهور.

دراسة المنافسين: مهما كانت الفكرة التي جئت بها متميزة، ومهما كان المنتج أو الخدمة على قدر عالٍ من الابتكار، فلا بدّ أنّ في السوق منافسين يقدّمون خدمات ومنتجات مشابهة أو يلبّون حاجة الجمهور المستهدف بطرق مختلفة.

فمن الضروري أن تبحث عن منافسيك، وتتعرّف عليهم، وتحدّد نقاط الضعف والقوة لديهم، إذ ستساعدك هذه الخطوة في التميّز عن المنافسين من أجل تقديم منتج أو خدمة مختلفة، أو من أجل تقديم المنتج أو الخدمة نفسها إنّما بتجربة مختلفة، أو بأسعار تنافسية.

خطّة العمل: تُعتبر خطة العمل الوثيقة التي تعرض فيها جميع ما سبق في إطار الأهداف الاستراتيجية وطريقة تحقيقها خطوة بخطوة، بالإضافة إلى الأداء المالي المتوقع للسنوات القادمة.

 تساعدك خطة العمل في تحديد التوجّه العام للمنشأة، كما تشكّل مرجعًا إرشاديًا للفريق، وحتّى أنّها تساعدك في تعزيز فكرتك أمام المستثمرين، وينبغي أن تتضمّن خطة العمل لمنشأتك المنتجات والخدمات التي تقدّمها، واستراتيجية التسويق، وميزانية المنشأة، وكيفية تحليل بياناتها المالية.

وغالبًا ما تأتي دراسة الجدوى قبل وضع خطة العمل التجارية، لأن المعلومات والبيانات التي يتم الكشف عنها في الدراسة تدرج لاحقاً في خطة العمل، بالإضافة إلى ذلك، إذا أعطت الجدوى توصية بعدم المضي قدمًا، فقد ترغب في إعادة التفكير في مشروعك التجاري قبل إنشاء خطة العمل الخاصة بكم.

لماذا قد يمر المبتكرون التجاريون بمحطة التخطيط التجاري للابتكار؟

تكمن أهمية محطة التخطيط التجاري للابتكار في كونها بداية نجاح تطبيق مشروعك الابتكاري تجارياً، وطرح منتجاتك أو خدماتك المبتكرة في السوق بالشكل المناسب وبخطّة عمل واضحة الملامح لتحقيق أهدافك التجارية، وتجنب المخاطر المحتملة من فشل أو تعثر مشروعك التجاري.

فالعمل دون تخطيط تجاري جيد يشتمل على مخاطر كبيرة، أقلّها تعثّر المشروع ,وصولًا إلى توقّفه، وهذا ما تؤكده الإحصائيات، يقول 39% من روّاد أعمال شاركوا في استطلاع ضمن تقرير "بولس أوف ذا بروفيشن"(Pulse of the Profession) لعام 2018م: إنّ التغيير في أولويات الشركة يؤدي إلى فشل المشاريع، ويشير 29% منهم إلى أنّ السبب في ذلك هو عدم وضوح الهدف للمشروع التجاري، في حين يقول 28% إنّ السبب في ذلك يعود إلى عدم الدقّة في تقدير التكلفة.

وبالنسبة إلى تغيير خطة العمل، فعلى الرغم من أنّ التغيير مطلوب، إلّا أنّ القيام به في وقت غير مناسب قد يساهم في فشل المشروع التجاري، فالفكرة الممتازة هي التي تُنفّذ ولا تبقى ساكنة، لذا بعدما تحوّل فكرتك إلى منتَج أو خدمة ستحتاج أن تركّز على التخطيط التجاري لكي تصل إلى مشروع ناجح يحقق أهدافك.

وفي هذا القسم ستنشر البوابة قريباً عدداً من المواد المعرفية المتعلقة بهذه المحطة، وذلك لإثراء معرفتك بأفضل الطرق لتحقيق أكبر استفادة لابتكارك التجاري فيها.

 

قيم المقال
1
Average: 1 (1 vote)

التعليقات