تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
محطة التصميم والتنفيذ التجريبي
02 سبتمبر 2021 / 14 ربيع الاول 1442

بعد أن قضى منتجك الابتكاري وقتاً كافياً كتخيلات في عقلك أو كوصوف بلسانك، يكون حينها قد آن الأوان لتطوير واختبار فكرة المنتج في نموذج تصميم عملي أو نموذج تطبيقي بالحد الأدنى من المواصفات الأساسية وبأقل التكاليف على أن يُحاكي تجربة المنتج الفعلي المأمول، وهو ما يعرف بمصطلح "النموذج الأولي" ( Prototype )، ففي هذه المحطة ستقوم بعمل نسخة أولية (نموذجًا أوليًا) للمنتج أو الخدمة؛ وذلك من خلال تحويل الشكل النظري من مجرد فكرة مكتوبة؛ إلى شيء من الممكن استخدامه في سيناريو فعلي وواقعي.

 النماذج الأولية قد تأتي في أنواع وأشكال وأحجام مُتعددة، حيث تختلف حسب أنواع المنتجات والخدمات بمختلف القطاعات سواءً كانت تقنية أو تصنيعية أو خدمية.

وقد لا يكون النموذج الأولى مجسماً أو جهازاً، فلو كنت تعمل على ابتكار خدمة رقمية ما، فيمكن أن يكون النموذج الأولي عبارة عن صفحة أو نموذج إلكتروني على الإنترنت يتضمن المعلومات الأساسية، وإذا كان تطبيقًا للجوال، فيمكن أن يكون النموذج الأولي عبارة عن مجموعة من الشاشات التوضيحية، وإذا كانت منصة إلكترونية تهدف إلى تقديم عدد من الخدمات، فيمكن أن يكون النموذج الأولي مكونًا من خدمة واحدة فقط لاستطلاع ردود الأفعال، وهكذا.

تخلق النماذج الأوَّليَّة محاكاة مقنعة، حيث أن العديد من الأفكار تفشل ليس لأنها سيئة، بل لأن الناس لم يفهموها، فيكون صعبًا في العادة تخيل منتجات أو خدمات أو ميزات جديدة، لذلك يجب العمل على النموذج الأولي قبل طرحه للأسواق لتتمكن من تخيل الصورة الأولية للمنتج وما إذا كان يحقق الأهداف المرجوة منه.

كما أن النماذج الأولية تقلل من كثرة التغييرات، حيث أن أحد الأسباب الرئيسية لكثرة التغييرات في المنتج هي أن المبتكر التجاري يعاني في تصور تفاصيل الفكرة إلى حين يراها أمامه فيدرك المفقود أو ما ينبغي أن يكون مختلفًا، فإنتاج تمثيل مرئي للمنتج في الأيام الأولى يساعدك على رؤية ما هو مفقود أو خطأ في وقت مبكر.

بالإضافة إلى أن النماذج الأوَّليَّة تحافظ على انخفاض التكاليف، فإعداد النموذج الأولي يحد من التغييرات والتكاليف المرتبطة بتحديث الخصائص الجديدة وتجنبك أيضاً إضافة خصائص غير مطلوبة أو مؤثرة على منتجك أو خدمتك، وبالتالي فأنت تعمل أيضاً على توفير التكلفة والوقت بشكل كبير في رحلة مشروعك الابتكاري.

 

لماذا قد يمر المبتكرون التجاريون بمحطة "التصميم والتنفيذ التجريبي"؟

إذا أردت دراسة المُنتج بطريقة ملموسة وواقعية تُحاكي التجربة الفعلية، ففي هذه المحطة ستقوم بإجراء اختبارات تكرارية وملاحظة الخطوات التفصيلية لآلية استخدام المنتج بشكل دقيق، مما يساعدك في تطوير وظائف ومميزات المنتج النهائي وتحديد مكامن الخلل كما ستساعدك هذه المحطة على تقييم ردود أفعال الفئات المستهدفة، وكذلك مواكبة تسارع وتيرة التطور في مجال هذا المنتج أو الخدمة.

وفي هذا القسم ستنشر البوابة قريباً عدداً من المواد المعرفية المتعلقة بهذه المحطة، وذلك لإثراء معرفتك بأفضل الطرق لتحقيق أكبر استفادة لابتكارك التجاري فيها.

قيم المقال
3.5
Average: 3.5 (2 votes)

التعليقات